الدكتور رافت البابلي التنمية البشرية علم النفس استشارات نفسية

من نحن

تغير طريقه تفكيرك وتصرفك


تغيير طريقة تفكيرك وتصرفك
إن كنت ترغب بتغيير طريقة تفكيرك وتصرّفك فالأمر ممكن تمامًا. يقوم المخ بتكوين روابط جديدة بشكل مستمر ويقوم بقولبة نفسه بالطريقة التي تحثّه على التصرّف بها. يمكنك من خلال زيادة الوعي بالنفس والحفاظ على التدبّر طرح الأفكار السلبية والعادات المدمّرة ودفع نفسك إلى التصرّف بشكل أفضل وأكثر إيجابية
 ....

ابدأ بمراقبة أفكارك بشكل يومي. يكمن جمال  تطوّر الإنسان في أنه يتطوّر إلى شقّين: شق بدائي ينفّذ الأشياء وشق متطوّر يراقب الأشياء. يمكنك مراقبة نفسك ومراقبة أفكارك على مدار اليوم. توقّف لثانية عند مواجهة فكرة تستدعي التوقّف وفكّر في الأمر لبرهة. ما هي السلبيات؟ هل الفكرة مدمّرة؟ ما الذي حفّز الفكرة؟ أتبدو الفكرة منطقية؟ هل أنت مدمن على هذه الفكرة؟ ستلاحظ ظهور نمط في أفكارك بينما تبدأ بالتدرّب على إدراك الذات

.اكتب كل الأفكار عند ظهورها. سيسهّل ذلك من اكتشاف نمط تفكيرك بشكل كبير. قد تجد أن أفكارك مثبّطة للنفس أو متشائمة أو مقلقة أو غير ذلك. يعدّ ذلك طريقة رائعة أيضًا للتعرّف على الصوت الثرثار السخيف الموجود في رأسك والتخلّص منه.

 ..

عرّف أنماط تفكيرك. انظر إلى نمط تفكيرك بتعمّق  بعد انقضاء أسبوع تقريبًا. قد تجد أن معظم أفكارك سلبية، أو أنك تنتقد نفسك وتنتقض الآخرين، أو أنك تختبر أفكارًا غير ضرورية لا تعود بأي فائدة أو أهمية عليك. يختلف هذا الأمر من شخص لآخر. بعد تحديد هذا النمط، يمكنك التفكير في إيقافه

.عند التعرّف على نفسك وعلى أن أفكارك قد تعيق تقدّمك في الحياة، سيبدأ التغيير حينها. في النهاية، لن تتمكن من الوصول إلى مكان معيّن إن لم تعرف الوجهة التي تقصدها

 .

اعلم أن كل شيء جزء من دائرة أكبر. يُخطئ  الكثير منا بالاعتقاد أن مشاعرنا تقود إلى تصرّفاتنا وأن الأمر ينحصر على ذلك. يعتقد معظمنا أننا لا نمتلك القوة وأنه ليس بإمكاننا إلا أن نشعر بهذه الأشياء ونتصرّف بهذه الطرق كنتيجة لشعورنا. في الحقيقة، هذا أبعد ما يكون عن الصواب.تتشكّل مشاعرك بسبب معتقداتك وأفكارك، ويترتّب على ذلك أفعالك التي تقودك في النهاية إلى النتائج الحياتية. تقود النتائج الحياتية بعد ذلك إلى تشكيل معتقداتك وأفكارك، ثم تحدّد أفكارك ومعتقداتك مشاعرك...وتستمر الدائرة تباعًا. إن فكّرت في الأمر على أنه دائرة، فسيسهل حينها التأكد من أن تغيير مجرّد عامل واحد قد يؤدّي إلى تغيير النظام بأكمله.

 الخطأ الثاني في هذه الفكرة هي أننا لا نمتلك القوة. هذا أمر خاطئ، ففي الحقيقة، أنت الشخص الوحيد الذي يمتلك القوة. أنت من يمتلك الأفكار والتصرّفات والنتائج الحياتية وهي ملكك وبإمكانك تغييرها. غيّر أي عامل من هذه العوامل لتصل إلى النتيجة المرجوّة

 ......
اخلق مسافة بين أفكارك وتصرّفاتك. الدائرة عبارة عن دائرة بالفعل، إلا ان بإمكانك إبطاؤها. توقّف وتنفّس عندما تشعر بأن هذا النمط يتسلّل إليك. حاول ألا تكون سريع الانفعال. كيف ترغب بأن تكون ردّة فعلك؟ ما الأفكار الإيجابية التي تفضّل أن تضعها في رأسك عوضًا عن التصرّف الانفعالي؟

لنقل مثلًا أنك تشاهد التلفاز ثم ترى إعلانًا يُظهر رجلًا وسيمًا لتتبادر إلى ذهنك فكرة "لا يمكنني أن أصبح هذا الشخص على الإطلاق" وما إلى ذلك من الأفكار. توقّف لثانية وأنه فكرتك بشكل أفضل. لتكن فكرتك "ولكنني أمتلك الصفات الجيدة كذا وكذا وكذا"، أو "سأستخدم ذلك كحافز للبدء بالتدرّب وامتلاك شعور أفضل حول نفسي لأنني قرّرت أن أبحث عن السعادة وليس السلبية".

لاحظ أن كل أفعالك وأفكارك تستفيد من طريقة تفكيرك الجديدة. هل تقلق باستمرار؟ لعلك تشعر بأنك تغطّي آثارك أو أنك لا ترفع آمالك إلى مدى أبعد. هل تستنفذ إحساسك بنفسك؟ لعله من الآمن الشعور بشعور سيء حتى لا تقوم طموحاتك بتحطيمك. فكّر في عائد أفكارك عليك. هل ما تحصل عليه يستحق العناء فعلًا؟